المعهد الدولي لإدارة المياه يدعو لإجراءات استباقية لمواجهة الكوارث الطبيعية

لتعزيز حقوق الفئات المهمشة

المعهد الدولي لإدارة المياه يدعو لإجراءات استباقية لمواجهة الكوارث الطبيعية

أظهر بحث أعده معهد إدارة المياه الدولي في الهند، ونشره السبت، أن الانهيارات الأرضية كانت أكثر شيوعًا في شهر يونيو الماضي، لكن عدد الوفيات المرتبطة بها كان أعلى في شهري يوليو وأغسطس. 

وأرجع المعهد في بيان نشره على موقعه الرسمي، ذلك إلى الأمطار الغزيرة والكثيفة التي تشهدها المنطقة في هذين الشهرين، ما يؤدي إلى تفاقم آثار الكوارث المناخية، وتبرز هذه الإحصائيات الحاجة الملحة للاستثمار في الإجراءات الاستباقية لتخفيف تأثير هذه الكوارث على المجتمعات المتضررة.

وفقًا للبيان الصادر عن المعهد، تأثر أكثر من 1.65 مليار شخص بالفيضانات منذ بداية القرن الحادي والعشرين، وقد شهد شهر يوليو من عام 2024 ثاني أكبر عدد من الوفيات بسبب الانهيارات الأرضية في التاريخ، حيث تم تسجيل 95 حدث انهيار أرضي مع نحو 1167 حالة وفاة. 

تؤكد هذه الأرقام أن تغير المناخ يزيد من كمية الرطوبة التي يحتفظ بها الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى زيادة شدة وكثافة الأمطار، كما تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة كمية هطول الأمطار بدلًا من الثلوج، ما يسهم في تفشي الفيضانات والانهيارات الأرضية في المناطق الجبلية.

الآثار المترتبة على الأمطار الغزيرة

على الرغم من أن الانهيارات الأرضية يمكن أن تُعزى إلى مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الزلازل والنشاط البشري، فإن هطول الأمطار الغزيرة يبقى العامل الأكثر شيوعًا. 

ويؤدي تكرار هطول الأمطار الغزيرة مع مرور الوقت إلى تشبع التربة، مما يجعل السفوح التلّية أثقل وأكثر عرضة للانزلاق، لهذا السبب، فإن الاستثمار في استراتيجيات التخفيف والاستعداد يعتبر أمرًا بالغ الأهمية للحد من تأثير هذه الكوارث على المجتمعات.

إجراءات استباقية في سريلانكا

تؤكد الأبحاث أهمية اتخاذ تدابير استباقية قبل وقوع الكارثة، ومن خلال مبادرة CGIAR المعروفة بالمرونة المناخية (ClimBeR)، تعاون المعهد الدولي لإدارة المياه مع منظمات محلية مثل منظمة الرؤية العالمية وجمعية الصليب الأحمر في سريلانكا لتنفيذ خطط استباقية. 

قامت المبادرة بتطوير منصة تُعرف بـAWARE، والتي تهدف إلى تعزيز إطار العمل والتنسيق بين الجهات الفاعلة في مجال إدارة الكوارث. 

توفر هذه المنصة معلومات إنذار مبكر حول الكوارث المناخية مثل الجفاف والفيضانات والانهيارات الأرضية، مدعومة ببيانات مستندة إلى تقنيات فضائية ومجموعات بيانات وطنية.

وأطلق المعهد الدولي لإدارة المياه في يوليو 2023، أول برنامج محاكاة للإجراءات الاستباقية في منطقة نوارا إيليا. 

شمل البرنامج تمرينًا للاستجابة للفيضانات لمدة ثلاثة أيام بمشاركة أعضاء المجتمع المحلي، بما في ذلك الفئات المهمشة مثل النساء والشباب. 

خلال هذه الفترة، تلقى المجتمع تدريبات على كيفية الاستعداد للتعامل مع الكوارث، بما في ذلك استخدام قسائم نقدية للحصول على حصص غذائية، وإعداد القناة المحلية للتعامل مع الفيضانات، من خلال التنظيف واستخدام أكياس الرمل لبناء السدود.

وتم تدريب الأفراد على كيفية إخلاء منازلهم والانتقال إلى مواقع آمنة. بعد انتهاء هذه التدريبات، شهدت المنطقة حدثًا فيضانيًا، حيث أثبت البرنامج فاعليته في مساعدة المجتمع على التخفيف من آثار الكارثة.

تداعيات الفيضانات في نيبال

في وقت سابق من هذا الشهر، شهدت نيبال حدث فيضان كبير أسفر عن مقتل ما يقرب من 200 شخص وإلحاق أضرار بآلاف المنازل، خصوصًا في العاصمة كاتماندو التي تعرضت لأمطار غزيرة. 

تُعبِّر مانوهارا خادكا، ممثلة المعهد الدولي لإدارة المياه في نيبال، عن القلق قائلة: "الفيضانات الأخيرة تظهر أننا متأخرون للغاية في الاستعداد للكوارث، إذا كانت المدن قادرة على تحمل مثل هذا الضرر، فماذا سيحدث في المناطق الريفية التي تعاني من نقص المساعدات والموارد؟".

عمل المعهد الدولي لإدارة المياه مؤخرًا في ضوء هذه التحديات، مع وزارة المياه والأرصاد الجوية النيبالية على إعادة تنشيط وتحسين نظام التنبؤ بالفيضانات والإنذار المبكر (FFEWS)؛ ما يسهم في تحسين القدرة على التنبؤ بالطقس وتوفير إنذارات مبكرة بالفيضانات في حوض نهر باجماتي.

تظل الكوارث المرتبطة بالهطول تهديدًا متزايدًا، ومن المتوقع أن تتفاقم هذه المخاطر مع ارتفاع وتيرة الأحداث نتيجة تغير المناخ، ويتطلب ذلك من المجتمعات الاستعداد بشكل أفضل من خلال أنظمة إنذار مبكر متطورة والتخطيط الفعال للتكيف مع هذه التحديات. 

ويضمن توفير الأدوات والموارد اللازمة لمواجهة الكوارث سلامة الأفراد والمجتمعات، ويعزز قدرتها على التعامل مع التحديات المناخية المستقبلية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية